عائلة سورية تتعرض لهجوم عنصري بعد نشر مقابلة معها في صحيفة هولندية

امستردام – محمد رائد كعكة

تعرضت عائلة سورية مقيمة في مدينة كاتفايك الهولندية لموجة من الهجوم العنصري والتعليقات المسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عقب نشر مقابلة معها على موقع محلي.

وكان المقال الذي نُشر قبل أيام على موقع “كل شيء عن كاتفايك” قد تناول قصة العائلة بوصفها مثالاً على الشجاعة والإيمان وبناء حياة جديدة بعد الخسارة. غير أن النشر أثار سيلًا من التعليقات العدائية والعنصرية، بعضها من سكان محليين وبعضها الآخر من حسابات وهمية.

وبعد تصاعد ردود الفعل، قررت إدارة الموقع إزالة المقال، كما تم إلغاء نشره في صحيفتي “دي كاتفايك بوست” و**”دي راينسبورغر”**، بناءً على طلب العائلة التي أعربت عن قلقها العميق إزاء ما ورد في التعليقات.

وكانت العائلة قد عبّرت خلال المقابلة عن شعورها بالانتماء لمدينة كاتفايك وامتنانها لأهلها الطيبين، إلا أن هذا التصريح بالذات أثار موجة من السخرية والتعليقات المسيئة على موقع “فيسبوك”.

من جهته، عبّر رئيس تحرير الصحيفة مارك وونينك عن استيائه من ردود الفعل قائلاً:

“نؤمن بحرية التعبير وبحق الجميع في إبداء آرائهم على منصاتنا، لكن ما حدث غير مقبول. حرية التعبير لا تعني السماح بالإهانة أو التمييز ضد الآخرين.”

ودعا وونينك القرّاء إلى التحلي بالاحترام حتى في حالة الاختلاف، واصفًا التعليقات التي نُشرت بأنها “متهورة وتكاد ترقى إلى مستوى الجريمة”، مشيراً إلى أن ما حدث تجاوز كل الحدود المقبولة.

وأوضحت الصحيفة أن ما جرى ليس حالة معزولة، بل يأتي ضمن ظاهرة وطنية متصاعدة من حملات التشويه والهجوم الإلكتروني على المقالات والمنشورات في هولندا خلال السنوات الأخيرة.

بدوره، أدان مجلس بلدية كاتفايك بشدة خطابات الكراهية التي طالت العائلة، داعياً السكان إلى التصدي لها. كما أشار المجلس إلى حوادث أخرى شهدتها المنطقة مؤخراً، من بينها ظهور رموز نازية وشعارات عنصرية على الكثبان الرملية، معبّراً عن قلقه من “تصلب متزايد في المجتمع”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى